بالفيديو.. مشهد تاريخي (طلع البدر علينا): وفد درزي سوري يعبر إلى إسرائيل عبر الجولان لأول مرة منذ عقود

بالفيديو.. مشهد تاريخي (طلع البدر علينا): وفد درزي سوري يعبر إلى إسرائيل عبر الجولان لأول مرة منذ عقود

وفد درزي سوري يزور إسرائيل لأول مرة منذ حوالي 50 عامًا

في مشهد نادر وغير مسبوق، عبر وفد يضم نحو 60 رجل دين درزي من سوريا خط الهدنة في مرتفعات الجولان المحتل، ليصل إلى الأراضي الإسرائيلية يوم الجمعة. هذه الزيارة تُعد الأولى من نوعها منذ حوالي خمسة عقود، وتتزامن مع توقيت حساس في المنطقة، لا سيما بعد تصريحات إسرائيلية متكررة حول "حماية الدروز" في الجنوب السوري.

استقبال حافل في مجدل شمس

وصل الوفد الدرزي السوري في ثلاث حافلات، رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية، إلى بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل. هناك، استقبلهم نحو مئة شخص من الطائفة الدرزية، حيث تم الترحيب بهم بالأغاني التراثية والتصفيق الحار. لوح عدد من الشباب بالرايات الدرزية الملونة، بينما ارتدى البعض الزي التقليدي الأسود واعتمروا العمائم البيضاء التي تميز طائفة الموحدين الدروز.

لحظة مؤثرة للتلاقي العائلي

وصف جمال أيوب (61 عامًا)، وهو مزارع جاء من الجليل للترحيب بعمه ضمن الوفد، اللحظة بأنها "مؤثرة للغاية"، قائلاً:
"كنا ننتظر لقاءهم منذ سنوات طويلة. إنها فرصة تاريخية."

زيارة مقام النبي شعيب ولقاؤهم بالزعيم الروحي

بعد الاستقبال في مجدل شمس، توجه الوفد شمالًا للقاء الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، الشيخ موفق طريف . كما قاموا بزيارة مقام النبي شعيب في بلدة جولس القريبة من طبريا، وهو موقع مقدس يحظى بأهمية خاصة لدى الدروز.

رمزية الزيارة ودلالاتها

توزع الدروز بين لبنان وإسرائيل والجولان المحتل وسوريا، ويتركزون بشكل كبير في محافظة السويداء جنوب سوريا. وفي إسرائيل والجولان المحتل، يعيش حوالي 150 ألف درزي، غالبيتهم يحملون الجنسية الإسرائيلية ويخدمون في الجيش، بينما يبلغ عدد الدروز في الجولان المحتل نحو 23 ألفًا.

الخلفية السياسية: تصريحات إسرائيلية وتوغلات أمنية

تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات ميدانية وسياسية كبيرة. فقد شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا وتوغلت قواتها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان، بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

إسرائيل تتحدث عن "تحالف شجاع" مع الدروز

في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد مينسر ، أن إسرائيل أرسلت 10 آلاف طرد من المساعدات الإنسانية إلى الدروز السوريين خلال الأسابيع الأخيرة. وقال:
"إسرائيل لديها تحالف شجاع مع إخوتنا وأخواتنا الدروز."

لكن هذه التصريحات أثارت بلبلة في سوريا، خاصة بعد تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس ، بأن بلاده "ستؤذي النظام السوري الجديد إذا مس بالدروز"، وذلك تعليقًا على الاشتباكات المحدودة التي شهدتها مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية والمسيحية.

المرجعيات الدينية ترفض التصريحات الإسرائيلية

على الرغم من الزيارة التاريخية، أبدى العديد من القادة والمرجعيات الدينية الدرزية السورية رفضهم للتصريحات الإسرائيلية. وأكدوا تمسكهم بوحدة سوريا، مشيرين إلى أن هذه الخطوة قد تكون محاولة إسرائيلية لكسب تأييد الطائفة الدرزية في سوريا.

الدروز في سوريا: الحياد عن النزاع

منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، تمكن الدروز إلى حد كبير من تجنب تداعيات الحرب. فلم يحملوا السلاح ضد النظام ولم ينضموا إلى المعارضة بشكل واضح، واكتفوا بحماية مناطقهم باستخدام السلاح المحلي. في المقابل، غضت دمشق النظر عن تخلف عشرات الآلاف من الشبان الدروز عن التجنيد الإجباري.

مرتفعات الجولان: جرح تاريخي

يذكر أن إسرائيل احتلت معظم مرتفعات الجولان عام 1967 وأعلنت ضمها رسميًا عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة. ولا تزال قضية الجولان واحدة من أكثر القضايا حساسية في العلاقات السورية-الإسرائيلية.


 

 

سوريا الدروز إسرائيل موفق طريف