تأجيل دخول العمال الدروز من سوريا إلى الجولان المحتل بسبب خلافات داخلية إسرائيلية

تأجيل دخول العمال الدروز من سوريا إلى الجولان المحتل بسبب خلافات داخلية إسرائيلية

خلافات أمنية إسرائيلية تؤجل دخول العمال الدروز

كشفت قناة "آي نيوز-24" الإسرائيلية عن تأجيل خطوة كانت مقررة لدخول 40 عاملًا من طائفة الموحدين الدروز من سوريا للعمل في مستوطنات الجولان المحتل. وأوضحت القناة أن السبب وراء هذا التأجيل يعود إلى خلافات داخلية بين المسؤولين في القمة الأمنية الإسرائيلية، وليس كما كان يُعتقد سابقًا بسبب الحاجة إلى مزيد من الاستعدادات.

تأجيل غير متوقع

كان من المقرر أن يدخل العمال الدروز إلى المستوطنات يوم الأحد الماضي، إلا أن القرار تأجل في اللحظات الأخيرة بسبب تلك الخلافات الأمنية. وأشارت المصادر إلى أن السلطات الإسرائيلية ستسمح بدخولهم مجددًا يوم الأحد المقبل، حيث سيتم تنظيم العملية ضمن مجموعات صغيرة مكونة من 20 شخصًا. وسيبدأ العمال نشاطهم في مجال الزراعة، على أن يتم لاحقًا توسيع نطاق عملهم ليشمل المصانع أيضًا.

السياق السياسي والاقتصادي للقرار

سبق أن أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن نية الحكومة الإسرائيلية السماح قريبًا بدخول العمال الدروز من سوريا للعمل في مستوطنات الجولان المحتلة. وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن الحكومة تعمل على برنامج يقدم أكثر من مليار دولار لدعم وتمكين المجتمعات الدرزية في سوريا والمنطقة.

زيارة تاريخية ومدلولاتها

تزامن هذا القرار مع زيارة وصفت بـ"التاريخية" لوفد من رجال الدين الدروز السوريين إلى هضبة الجولان المحتلة. عبر الوفد، الذي ضم نحو 60 رجل دين، الحدود عبر خط الهدنة إلى إسرائيل، في أول زيارة من نوعها منذ عام 1984. وتوجه الوفد لزيارة مقام ديني في الجولان ولقاء الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف .

تحديات ومعوقات سياسية

رغم السماح بدخول رجال الدين في وقت سابق، إلا أن الخلافات الأمنية الأخيرة حول دخول العمال الدروز تشير إلى وجود تحديات معقدة في اتخاذ القرارات داخل القيادة الإسرائيلية. هذه الزيارة والتأجيلات الأخيرة تعكس الوضع السياسي والأمني المعقد في المنطقة.

جدل واسع حول توقيت الزيارة

أثارت زيارة وفد من حوالي 100 رجل دين درزي من محافظة القنيطرة إلى إسرائيل في 14 مارس 2025 جدلاً واسعًا بين مؤيد ومعارض بسبب التوقيت الحساس في سوريا. ففي الوقت الذي اعتبرت فيه بعض الأطراف الزيارة "تاريخية" بعد انقطاع دام نحو خمسين عامًا، لقيت انتقادات واسعة من البعض الآخر بسبب توقيتها غير المناسب.

تحليل الأكاديمي مهيب صالحة

اعتبر الأكاديمي والكاتب الصحفي مهيب صالحة أن الزيارة "تحمل طابعًا دينيًا بحتًا"، لكنه أشار إلى أن التوقيت "غير مناسب" نظرًا للأزمة السياسية والأمنية التي تمر بها سوريا، خاصة في ظل عملية الانتقال السياسي وحالة الفوضى التي تعيشها البلاد.

رسالة واضحة: التعقيدات الأمنية والسياسية

تعكس هذه التطورات التعقيدات الكبيرة التي تواجه صناع القرار في إسرائيل بشأن قضايا حساسة مثل دخول العمال الدروز من سوريا. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي، تبقى التحديات الأمنية والسياسية عائقًا أمام تحقيق هذه الخطوات بشكل سلس.


 

 

 

سوريا اسرائيل الدروز الجولان المحتل