إسرائيل تعلن دعم الدروز السوريين دون توضيح ملابسات التنفيذ
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم الخميس، عن إرسال 10,000 طردًا من المواد الغذائية والمساعدات الأساسية إلى المجتمعات الدرزية في محافظة السويداء السورية. ومع ذلك، لم تقدم الوزارة أي توضيح حول الآلية التي تم بها نقل هذه المساعدات إلى منطقة لا توجد فيها نقاط تماس مباشرة مع إسرائيل، مما أثار جملة من التساؤلات حول صحة هذه الادعاءات وأهدافها.
غياب التأكيد المحلي
لم يصدر أي تأكيد من السكان المحليين أو الإعلاميين في محافظة السويداء بشأن وصول مثل هذه المساعدات، كما أن الحكومة السورية لم تصدر أي بيان رسمي يدعم أو ينفي هذه المزاعم. هذا الغياب الواضح لأي دليل ميداني عزز الشكوك حول حقيقة الإعلان الإسرائيلي ومدى جديته.
ما وراء الإعلان: هل هو خطوة إنسانية أم سياسية؟
ازدواجية الموقف الإسرائيلي
تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من صمت إسرائيل تجاه قمع النظام السوري للاحتجاجات اليومية التي خرجت في محافظة السويداء ضد بشار الأسد. وعلى الرغم من ادعاءاتها الحالية بأنها تسعى لدعم حقوق الأقليات في سوريا، إلا أن تجاهلها السابق لمطالب المحتجين يعكس نهجًا براغماتيًا يهدف إلى تحقيق مصالحها السياسية أكثر من كونه خطوة إنسانية صادقة.
إظهار "الوجه الإنساني"
يبدو أن إسرائيل تحاول استغلال الأزمة الإنسانية في سوريا لكسب تعاطف المجتمع الدرزي، الذي ظل بعيدًا عن أجنداتها السياسية. وبإعلانها تقديم المساعدات، تسعى تل أبيب لإظهار نفسها كمدافع عن حقوق الأقليات، رغم أنها لم تتدخل سابقًا عندما كانت السويداء تواجه القمع والاحتجاجات المستمرة.
خطوات إضافية مشبوهة
إلى جانب إعلان المساعدات، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس ، عن خطط تسمح للدروز السوريين بالدخول والعمل في مرتفعات الجولان المحتلة. كما أشارت تقارير إلى أن مجموعة من حوالي 100 شخصية بارزة من الدروز السوريين ستزور مرتفعات الجولان يوم الجمعة.
محاولة لكسب التأييد
يرى مراقبون أن هذه الخطوات تأتي في سياق سياسي واضح يهدف إلى كسب تأييد الأقلية الدرزية في سوريا، خاصة في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها البلاد بعد سقوط نظام الأسد. ومع ذلك، تبقى هذه المحاولات محل شك، خاصة مع سجل إسرائيل السابق في استخدام الأزمات الإنسانية كغطاء لتحقيق أجنداتها الإقليمية.
الحكومة السورية والصمت الرسمي
حتى الآن، لم تصدر الحكومة السورية أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي وصول المساعدات الإسرائيلية. هذا الصمت يزيد من الغموض حول مدى جدية الإعلان الإسرائيلي، خاصة في ظل العلاقات المعقدة بين البلدين.
المراقبون: إسرائيل تستغل الأزمات لتحقيق مصالحها
يشير محللون إلى أن إسرائيل قد تكون تستغل الأزمة الإنسانية في سوريا لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية. فعبر تقديم المساعدات وإظهار "الوجه الإنساني"، تحاول تل أبيب تعزيز نفوذها في المنطقة وكسب تعاطف الأقليات، بما يتماشى مع أجندتها الإقليمية.
رسالة واضحة: الشكوك تحوم حول النوايا الإسرائيلية
بين غياب التفاصيل الميدانية وعدم وجود تأكيد رسمي من الجانب السوري، تبقى المزاعم الإسرائيلية بشأن المساعدات محل شك. وفي ظل سجلها السابق في استخدام الأزمات الإنسانية كغطاء لأجنداتها السياسية والعسكرية، يبدو أن هذه الخطوة ليست سوى محاولة جديدة لتحقيق مصالحها في سوريا.