الصدام الإسرائيلي-التركي في سوريا: حتمية أم خيار؟
نقل موقع "واللا" العبري عن مصدر إسرائيلي رفيع قوله إن المواجهة المباشرة بين إسرائيل وتركيا على الأراضي السورية باتت "أمرًا لا مفر منه". وأشار المصدر إلى أن هذه الحتمية ناجمة عن الجهود التركية لتوسيع نفوذها العسكري والسياسي في سوريا، وهو ما يثير قلقًا كبيرًا لدى تل أبيب.
مفاوضات النظام السوري مع تركيا
وفقًا للمصدر، يجري النظام السوري محادثات متقدمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول تسليم خلية ميدانية تركية في منطقة تدمر شرقي حمص. وفي المقابل، يحصل النظام السوري على دعم اقتصادي وعسكري وسياسي من أنقرة. هذا الاتفاق المحتمل يُعتبر تحولًا استراتيجيًا قد يمنح تركيا موطئ قدم دائمًا في المناطق الشرقية من سوريا.
قلق إسرائيلي من الوجود التركي
أثار هذا التطور قلقًا عميقًا لدى المسؤولين الإسرائيليين، الذين يرون أن الوجود العسكري التركي شرقي مدينة حمص قد يفتح الباب أمام أنقرة للوصول عسكريًا إلى جنوب سوريا. ومن هناك، يمكن لأنقرة تعزيز نفوذها بشكل يجعلها على تماس مباشر مع إسرائيل، مما يشكل تهديدًا استراتيجيًا لتل أبيب.
إسرائيل تفضل عودة النفوذ الروسي
في سياق متصل، أكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أنهم "يفضلون رؤية الروس يعيدون تأسيس وجودهم في سوريا" بدلاً من السماح لتركيا بالتوسع. وأشاروا إلى أن إعادة تعزيز النفوذ الروسي قد يساهم في استقرار المنطقة، خاصة في المناطق الساحلية التي تعتبر ذات أهمية استراتيجية.
آلية منع عدم الاستقرار مع روسيا
لفت الموقع العبري إلى أن أحد العمليات الإيجابية التي كانت قائمة في الماضي هي آلية التنسيق بين إسرائيل وروسيا لمنع عدم الاستقرار قبل أي هجوم على سوريا. ومع ذلك، فإن التغيرات الأخيرة في المشهد السوري قد تجعل هذا التنسيق أقل فعالية إذا استمرت تركيا في توسيع نفوذها.
تصريحات أمنية: الصدام قادم
قال مصدر أمني إسرائيلي خلال مناقشات تقييم الوضع الأسبوع الماضي إن "المواجهة بين تركيا وإسرائيل في سوريا أمر لا مفر منه". ورأى أن سياسات أردوغان تهدف إلى المساس بحرية العمل الإسرائيلية في سوريا، والتي تسعى إلى إزالة أي تهديد إقليمي للأراضي الإسرائيلية.
أهداف إسرائيل في المنطقة
على الرغم من التوترات المتزايدة، يواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز وجوده في المنطقة العازلة السورية، حيث يعمل ضد "العناصر المعادية" بحسب وصفه. كما يركز على بناء علاقات مع السكان المحليين، وخاصة في القرى الدرزية، حيث يقدم المساعدات في مجالات البنية التحتية والغذاء والدواء.
