إجماع عربي على الخطة المصرية لمستقبل غزة
في خطوة تعكس وحدة الموقف العربي، أظهرت القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة إجماعًا واضحًا على دعم الخطة المصرية لإدارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة. جاء ذلك في مسودة البيان الختامي الذي أكد اعتماد القمة لهذه الخطة كمدخل أساسي لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتعزيز حل الدولتين.
دعم دولي لإعادة إعمار غزة
رحّبت القمة بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة خلال الشهر الجاري في القاهرة، داعية المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الكامل للخطة المصرية. وأكدت المسودة أن هذه الخطة تهدف إلى تحقيق السلام العادل وإقامة علاقات طبيعية بين دول المنطقة وإسرائيل، مع التركيز على تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة.
أبرز ملامح الخطة المصرية
تتضمن الخطة المصرية عدة خطوات استراتيجية تهدف إلى إعادة الاستقرار إلى قطاع غزة، من بينها:
إدارة أمنية انتقالية: تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية تحت إشراف مصر والأردن، تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع.
مرحلة انتقالية: تشكيل لجنة من شخصيات تكنوقراط مستقلين لتولي إدارة شؤون غزة لمدة 6 أشهر، تحت إشراف الحكومة الفلسطينية.
وجود دولي محتمل: دراسة مجلس الأمن لفكرة نشر قوات حفظ سلام في الأراضي الفلسطينية لضمان الأمن والاستقرار.
نزع سلاح الفصائل: معالجة قضية سلاح الفصائل ضمن إطار عملية سياسية واضحة وذات مصداقية.
إغاثة وإعمار: إقامة مساكن مؤقتة للنازحين في 7 مناطق، مع العمل على إقرار هدنة متوسطة الأجل.
تكلفة إعادة الإعمار: خطة متعددة المراحل
وضعت الخطة المصرية خريطة طريق واضحة لإعادة إعمار غزة، تتضمن:
مرحلة التعافي المبكر: تمتد 6 أشهر بتكلفة تقدر بـ3 مليارات دولار، وتهدف إلى إصلاح المرافق الأساسية والمساكن.
المرحلة الأولى من الإعمار: تستغرق عامين بتكلفة 20 مليار دولار.
المرحلة الثانية: تمتد لعامين ونصف بتكلفة 30 مليار دولار.
إجمالي التكلفة: تصل التقديرات إلى 53 مليار دولار، مع اقتراح إنشاء صندوق ائتماني دولي لضمان تمويل عمليات الإعمار.
دعوة لمؤتمر دولي عاجل
دعت القمة العربية إلى تنظيم مؤتمر دولي عاجل في القاهرة لحشد الدعم المالي اللازم لبدء عمليات إعادة الإعمار، مؤكدة ضرورة مشاركة المجتمع الدولي في جهود إعادة بناء القطاع.
رفض عربي قاطع لمقترح ترامب
في المقابل، وقفت الدول العربية صفًا واحدًا في رفض مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، والذي أثار موجة غضب دولية. المقترح الذي يدعو إلى سيطرة أمريكية على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مع تهجير سكانها إلى مصر والأردن، قوبل برفض قاطع من جميع الدول العربية المشاركة في القمة.
تأكيد على حل الدولتين
شددت الدول العربية على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدة ضرورة تقديم حلول تحترم الحقوق الفلسطينية وتدعم تحقيق السلام العادل في المنطقة. وأكدت القمة أن أي مقترح لا يأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني لن يكون مقبولًا.