الشرع يجدد التزام سوريا بالسلم الأهلي ويحذر من الفتنة
في كلمة ألقاها مساء اليوم الأحد، جدد الرئيس السوري أحمد الشرع التأكيد على أن سوريا لن تنجر إلى حرب أهلية رغم التحديات التي تواجهها بعد الأحداث الأخيرة في الساحل السوري. وأكد أن الدولة السورية ملتزمة بحفظ الأمن والاستقرار ومواجهة أي محاولات لإثارة الفتن أو زعزعة الوحدة الوطنية.
تشكيل لجنة عليا للسلم الأهلي
أعلن الشرع عن تشكيل لجنة عليا للسلم الأهلي تهدف إلى تعزيز الاستقرار ومكافحة أي دعوات تسعى لبث الفتنة بين أبناء الشعب السوري. وقال إن هذه اللجنة ستتواصل مع الأهالي في المناطق المتضررة للاستماع إلى همومهم ومعالجة قضاياهم بشكل عاجل.
رسالة واضحة لفلول النظام: الاستسلام أو المحاسبة
شدد الشرع على أن لا خيار أمام "فلول النظام السابق" سوى الاستسلام الفوري، مؤكداً أن الدولة لن تتساهل مع أي شخص تورط في إراقة دماء المدنيين أو زعزعة الأمن. وأضاف: "سنحاسب كل من تورط في هذه الأعمال الإجرامية، ولن نقبل بأي محاولات لإعادة سوريا إلى الوراء."
رفض التدخل الخارجي
حذر الرئيس السوري من أي محاولات خارجية لجر البلاد إلى صراع داخلي، مشدداً على أن سوريا لن تكون ساحة لتصفية الحسابات الدولية أو الإقليمية. وقال: "لن نسمح لأي قوى خارجية أن تجر سوريا إلى حرب أهلية أو أن تستغل التحديات الداخلية لتحقيق أجنداتها."
ما الذي يحدث في الساحل السوري؟
شهدت مناطق الساحل السوري، حيث تقطن أغلبية من الطائفة العلوية، تصعيدًا خطيرًا منذ الخميس الماضي. بدأت الأحداث عندما رفض أحد المطلوبين تسليم نفسه لمجموعة أمنية، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين القوات الأمنية ومجموعات مسلحة تابعة لـ"فلول النظام السابق".
كمائن واشتباكات واسعة النطاق
استخدمت المجموعات المسلحة كمائن استهدفت القوات الأمنية، مما أدى إلى اشتعال المواجهات بشكل موسع. وأفادت مصادر محلية بمقتل أكثر من 700 شخص، بينهم عناصر من قوات الأمن ومسلحون موالون للنظام السابق.
محاولات لإثارة الفتنة
أشار الشرع إلى أن ما حدث كان ضمن "التحديات المتوقعة"، مؤكدًا أن هذه الأحداث ليست سوى محاولات من "فلول النظام" لإثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار في البلاد. وشدد على أن الدولة السورية تعمل على تحييد هذه المحاولات ومنعها من تحقيق أهدافها.
دعوة إلى الوحدة الوطنية
في كلمة سابقة ألقاها فجر اليوم الأحد في جامع الأكرم بمنطقة المزة بدمشق، دعا الشرع إلى الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية. وأكد أن الشعب السوري قادر على تجاوز هذه التحديات إذا تمسك بوحدته وتمسك بمبادئه الوطنية.
إجراءات مستقبلية
الاستماع للأهالي: سيتم التواصل مع الأهالي في المناطق المتضررة للاستماع إلى مطالبهم ومعالجة قضاياهم.
محاسبة المتورطين: أكد الشرع أن جميع المتورطين في أعمال العنف والفتن سيُحاسبون وفق القانون.
تعزيز الأمن: ستواصل القوات الأمنية عملياتها لتطهير المناطق من الفلول المسلحة وضمان عودة الاستقرار.
رسالة الأمل والاستقرار
اختتم الشرع كلمته بتوجيه رسالة أمل إلى الشعب السوري، أكد فيها أن سوريا قادرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. وقال: "سنتصدى لكل من يحاول زعزعة استقرار بلادنا، وسنعمل معًا لبناء مستقبل أفضل لجميع أبنائنا."
