كيف هرّب بشار الأسد ثروته ووثائقه السرية إلى الإمارات قبل انهيار نظامه؟

كيف هرّب بشار الأسد ثروته ووثائقه السرية إلى الإمارات قبل انهيار نظامه؟

عملية تهريب ممنهجة: ثروة الأسد تنتقل إلى الإمارات

نشرت وكالة "رويترز" تحقيقًا استقصائيًا معمقًا كشف عن عملية تهريب نفذها رأس النظام السوري السابق بشار الأسد قبل أيام من انهيار نظامه في ديسمبر 2024. شملت العملية نقل أموال نقدية ضخمة، ووثائق سرية، ومقتنيات ثمينة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عبر طائرة خاصة، تحت غطاء أمني مشدد.

شبكة تهريب محكمة عبر طائرة خاصة

وفقًا لتحقيقات "رويترز"، استُخدمت طائرة من طراز Embraer Legacy 600 ، المسجلة في غامبيا تحت الرقم التعريفي C5-SKY، لتنفيذ أربع رحلات متتالية بين دمشق وأبوظبي خلال الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر 2024. هذه الرحلات نُفذت قبل يوم واحد فقط من فرار الأسد إلى روسيا.

محتويات الطائرة: أموال ووثائق حساسة

نقلت الطائرة في رحلاتها:

مبالغ نقدية تقدر بمئات الآلاف من الدولارات.

أجهزة كمبيوتر محمولة ومحركات أقراص صلبة تحتوي على معلومات سرية تتعلق بشبكة الكيانات التجارية التي يديرها الأسد (المعروفة باسم "المجموعة").

سجلات مالية ومحاضر اجتماعات ، بالإضافة إلى بيانات تحويلات بنكية ووثائق ملكية عقارات وشركات.

مقتنيات ثمينة مثل لوحات فنية ومنحوتات صغيرة.

إشراف أمني مباشر: دور المخابرات الجوية والحرس الجمهوري

لعبت وحدات من المخابرات الجوية والحرس الجمهوري دورًا محوريًا في تأمين العملية. تمركزت هذه الوحدات في مطار دمشق الدولي لحماية قاعة كبار الزوار أثناء إعداد الرحلات. وأكدت المصادر أن أوامر التهريب جاءت مباشرة من بشار الأسد ، مما يعكس تورطه الشخصي في العملية.

تعليمات صارمة لموظفي المطار

أفادت شهادات موظفين في المطار أن مدير أمن المطار، العميد غدير علي ، أمر العاملين بعدم الاقتراب من الطائرة، قائلاً: "أنتم لم تروا شيئاً." هذه التعليمات الصارمة أكدت أهمية العملية وسرّيتها.

دور الإمارات: تسهيلات غير مباشرة

تشير التحقيقات إلى أن السفارة الإماراتية في دمشق لعبت دورًا غير مباشر في تسهيل العملية. أظهرت مقاطع فيديو وصور وصول سيارات تابعة للسفارة إلى منطقة كبار الزوار أثناء تنفيذ العملية. كما أن الطائرة كانت تهبط وتقلع من مطار البطين في أبوظبي، المعروف بسرية إجراءاته.

من دمشق إلى حميميم: الهروب النهائي

في فجر الثامن من ديسمبر 2024، وبعد أن أصبحت العاصمة دمشق على وشك السقوط بأيدي قوات المعارضة، فر الأسد من قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية إلى روسيا. الطائرة نفسها التي استخدمت في نقل الأموال والوثائق عادت لتحمل الأسد ومقربين منه إلى الخارج.

شهادات ومراسلات تكشف التفاصيل

حصلت "رويترز" على وثائق ومراسلات تؤكد تفاصيل العملية، بما في ذلك:

مراسلات عبر تطبيق واتساب بين معاونين ليسار إبراهيم، المستشار الاقتصادي الخاص للأسد.

وثائق ملكية شركات موزعة في ثلاث قارات.

بيانات الرحلات الجوية وسجلات المطارات.

مقابلات مع ضباط ومصادر على دراية مباشرة بالعملية.

من كانوا على متن الرحلات؟

شملت الرحلات أقارب بشار الأسد من الدرجة الأولى، وموظفين في القصر الجمهوري، مثل أحمد خليل خليل ، الذي حمل حقيبة تحتوي على مبلغ 500 ألف دولار . يخضع خليل لعقوبات دولية بتهمة إدارة شركات تدعم النظام السابق.


 

 

 

سقوط نظام الأسد بشار الأسد هروب بشار الأسد الإمارات