في قلب موسكو، حيث تلتقي ناطحات السحاب بالسماء الرمادية، يجلس رجل فقد كل شيء إلا ثروته. إنه بشار الأسد، الحاكم السابق لسوريا، الذي وجد لنفسه منفى ذهبيًا في العاصمة الروسية.
رغم انهيار نظامه وسيطرة المعارضة على دمشق، يبدو أن الأسد قد خطط جيدًا لحياته الجديدة، محميًا بثروة ضخمة وأجهزة أمنية روسية مشددة.
لكن كيف يعيش الأسد هذه الأيام؟ وماذا عن مستقبل عائلته، خاصة ابنه "حافظ"، الذي يُنظر إليه كوريث محتمل لمشروع جديد؟ دعونا نستعرض قصة هذا الرجل الذي تحول من رئيس دولة إلى لاجئ فاخر في موسكو.
1. الثروة التي سبقت الانهيار:
وفقًا لمصادر صحفية مطلعة في موسكو، نقل الأسد مئات الملايين من الدولارات إلى روسيا قبل سقوط نظامه. يُعتقد أن أكثر من 250 مليون دولار تم إدخالها عبر رحلات متعددة، مما جعل الأسد وأسرته يتمتعون بحياة مرفهة بعيدًا عن الحاجة أو التبعية لأي جهة.
اشترى الأسد وعائلته ما لا يقل عن 19 شقة فاخرة في منطقة "موسكو سيتي"، وهي مركز راقٍ للنخبة الروسية.
هذه الشقق ليست مجرد استثمارات عقارية، بل بوابة لدخول المجتمع الراقي في العاصمة الروسية.
2. الحياة اليومية في المنفى:
على الرغم من توفر كل مقومات الحياة الفاخرة، يبدو أن الأسد يتجنب الأضواء تمامًا.
لم يظهر في أي مناسبات اجتماعية أو حفلات النخبة الروسية.
تشير التكهنات إلى أن حالته النفسية محبطة، كما أن زوجته "أسماء الأسد" تعاني من مرض خطير (سرطان الدم) وتتلقى العلاج في أحد المستشفيات الراقية.
هناك أيضًا تقارير تفيد بأن الأجهزة الأمنية الروسية تنصحه بالبقاء بعيدًا عن الأنظار بسبب التهديدات المحتملة من الجماعات الجهادية.
3. الحماية المشددة:
الأمن هو الأولوية القصوى لعائلة الأسد في موسكو.
تشير المصادر إلى أن "نصف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)" مكلف بحمايته.
التهديدات تأتي من جهات مثل المقاتلين الإسلاميين الذين سبق أن قاتلوا ضد نظامه في سوريا والعراق، وبعضهم يمكن أن يدخل روسيا بسهولة بسبب سياسات التأشيرات المفتوحة مع دول آسيا الوسطى.
4. مستقبل الأبناء: دور "حافظ" الابن الأكبر:
يُعتبر "حافظ الأسد"، الابن الأكبر، الأمل الجديد للعائلة.
أنهى مؤخرًا درجة الدكتوراه في الرياضيات من جامعة موسكو الحكومية، ويُعتقد أنه سيكون له دور في إدارة الأعمال العائلية.
رغم خلفيته الأكاديمية، يُتوقع أن يركز "حافظ" على توسيع الاستثمارات العائلية، خاصة في قطاعات العقارات والتجارة.
5. "نادي الحكام المخلوعين":
يشكل الأسد جزءًا من مجموعة غير رسمية تُعرف باسم "نادي الحكام المخلوعين"، والتي تضم شخصيات مثل الرئيس الأوكراني السابق "فيكتور يانوكوفيتش".
يتكيف أبناء هؤلاء الحكام بسرعة مع حياتهم الجديدة، مستغلين وضعهم كمنفيين مميزين.
هناك تكهنات حول من سيكون العضو الثالث في هذا النادي، مع أسماء مثل "نيكولاس مادورو" أو "أليكساندر لوكاشينكو".
التحليل: لماذا موسكو؟
موسكو ليست فقط ملاذًا آمنًا للأسد، بل هي أيضًا مركز استراتيجي لبناء مستقبل اقتصادي جديد.
العلاقات الوثيقة بين الأسد وبوتين جعلت روسيا تفتح أبوابها له دون تردد.
رغم ذلك، يبدو أن بوتين نفسه يتجنب الظهور مع الأسد علنًا، ربما لتجنب أي إشارات سلبية تتعلق بـ"صورة الخاسر" التي تلاحقه.