التحقيق الاستقصائي: كيف ساهمت نهلة عيسى في دعم رواية النظام؟
كشف تحقيق أجراه "الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية – سراج" عن تورط الدكتورة نهلة عيسى ، الأستاذة في كلية الإعلام بجامعة دمشق، في إنتاج أفلام وثائقية كانت تهدف إلى تضليل الرأي العام السوري والدولي خلال سنوات الثورة السورية. وفقًا للوثائق التي تم الحصول عليها، أوكلت المخابرات الجوية إلى عيسى مهمة الإشراف على أحد هذه الأفلام من الناحية المنهجية، حيث تم استخدامها كأداة لنشر سردية النظام ضد المعارضة.
خطة المخابرات: تبرير القمع عبر الأفلام الوثائقية
في عام 2013، ومع تصاعد الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد، قررت المخابرات الجوية إطلاق سلسلة من الأفلام الوثائقية تهدف إلى تعزيز رواية النظام بأن المعارضة السورية كانت "مرتهنة للخارج" و"متواطئة مع الجماعات الإرهابية". شاركت نهلة عيسى ، إلى جانب مجموعة من الأساتذة الجامعيين، في صياغة الأسئلة وتحديد محاور الفيلم، الذي كان يهدف إلى:
تقوية معنويات المواطنين الموالين للنظام.
تشويه صورة المعارضة وإظهارها كـ"عديمة الضمير".
التركيز على "فشل" قادة العمل المسلح وتواطؤهم مع قوى خارجية.
استخدام الاعترافات القسرية
اعتمدت الأفلام على اعترافات معتقلين تم الحصول عليها تحت التعذيب، حيث تم تقديمها كدليل على تورط المعارضة السورية مع "الإرهابيين". كما ركزت الأفلام على تصوير الثوار على أنهم "لا مبادئ لهم"، في محاولة لتشويه سمعتهم داخل سوريا وخارجها.
رد الدكتورة عيسى: نفي أم تبرير؟
في ردها على الاتهامات، نفت نهلة عيسى بشكل قاطع أنها كانت مسؤولة عن إخراج أو إنتاج الأفلام الوثائقية. وقالت إنها شاركت فقط في اجتماع استشاري لمناقشة وضع سوريا في تلك الفترة. ومع ذلك، اعترفت بأنها كانت صاحبة فكرة تقسيم الفيلم إلى جزئين، مشيرة إلى ضرورة التفريق بين المحتجين السلميين والمجموعات المسلحة.
الجدل حول دورها
رغم نفيها، تشير الوثائق التي تم الكشف عنها إلى تورطها المباشر في دعم السردية الرسمية للنظام. كما أن حضورها المستمر على وسائل الإعلام الحكومية ودفاعها المستميت عن سياسات النظام يجعل دورها في هذه الحملة الإعلامية واضحًا.
تاريخ مثير للجدل: علاقة عيسى بالنظام وقمع الطلاب
على مدى سنوات، كانت نهلة عيسى مثار جدل بسبب علاقتها الوثيقة بنظام الأسد. وُجهت لها اتهامات بالتورط في:
توبيخ الطلاب الذين عبروا عن دعمهم للثورة السورية.
تهديد الطلاب بشكل ضمني وتقديم أسمائهم لأجهزة الأمن.
التسبب في اعتقال حوالي 200 طالب من كليتي الآداب والإعلام في جامعة دمشق منذ بداية الثورة.
مجزرة التضامن وخطاب التبرير
برزت عيسى أيضًا في خطاباتها الإعلامية عندما بررت مجزرة التضامن ، واعتبرت أن الغرب يحاول إعادة إنتاج الحرب في سوريا عبر نشر مقاطع مصورة تدين النظام. وقالت:
"الحرب بطبيعتها قذرة، ومن الطبيعي أن يخرج فيها بعض الأفراد عن عقولهم."
خطابها هذا أثار غضبًا كبيرًا بين الناشطين السوريين، الذين اعتبروا أنها كانت تسعى لتبرير الجرائم المرتكبة ضد المدنيين.
مطالب بإبعادها: غضب الطلاب والناشطين
تصاعدت الدعوات لإبعاد نهلة عيسى من منصبها كأستاذة جامعية بعد الكشف عن دورها في دعم النظام. ودعا طلاب وخريجو جامعة دمشق إلى تنظيم وقفة احتجاجية تحت عنوان "تحرير جامعاتنا من فلول النظام" ، مطالبين بمحاسبة الشخصيات المحسوبة على النظام السابق التي لا تزال تمارس أساليبها التعسفية ضد الطلاب.
شهادات الطلاب
كشفت الطالبة الناشطة وفا مصطفى عن تجربتها الشخصية، مؤكدة أن نهلة عيسى كانت وراء اعتقالها وهي أول طالبة تُعتقل من كلية الإعلام. وأشارت إلى أن عيسى كانت تستخدم منصبها كنائب عميد الكلية للتضييق على الطلاب المناهضين للنظام.