طلب رسمي: سوريا تطالب بتسليم حيدر بهجت سليمان
كشف موقع "المدن" اللبناني أن وزير الداخلية السوري علي كده وجه كتابًا رسميًا إلى نظيره اللبناني أحمد الحجار ، يطالب فيه بتوقيف المدعو حيدر بهجت سليمان ، نجل المسؤول الأمني البارز في نظام الأسد الأب والابن، بهجت سليمان . يأتي هذا الطلب استنادًا إلى مذكرة غيابية قضائية صادرة عن السلطات القضائية السورية، والتي تتهم حيدر بارتكاب جرائم تستدعي ملاحقته قانونيًا.
دخول الشخصيات السابقة إلى لبنان
تأتي هذه المطالبة في وقت شهد دخول العديد من الضباط والمسؤولين في النظام السابق إلى الأراضي اللبنانية عقب سقوط نظام الأسد. ومن بين هؤلاء شخصيات بارزة مثل مستشارة الأسد الإعلامية بثينة شعبان . ومع ذلك، أكد وزير الداخلية اللبناني الأسبق بسام المولوي أن دخول هؤلاء المسؤولين تم عبر طرق قانونية، مشيرًا إلى أن السلطات السورية الجديدة لم تقدم مذكرات قضائية رسمية للقبض عليهم حتى الآن.
حيدر سليمان: خلفية مثيرة للجدل
حيدر سليمان هو نجل بهجت سليمان ، الذي كان يشغل مناصب أمنية حساسة في نظام الأسد وكان أحد أبرز الشخصيات المتهمة بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005. وبعد تلك الحادثة، تعرض بهجت للإبعاد عن المشهد الأمني في سوريا، ليتم تعيينه لاحقًا سفيرًا لسوريا في الأردن.
دوره خلال الثورة السورية
مع بداية الثورة السورية، كان حيدر سليمان من أبرز المدافعين عن النظام، حيث شغل عدة مناصب وامتلك شركات خاصة. كما أسس وأدار منصات إعلامية لدعم النظام السوري. ومع سقوط النظام، ظهر حيدر في مقطع مصور اتهم فيه النظام بتصفية والده، الذي توفي في مستشفى تشرين العسكري في دمشق. وأشار إلى أنه تم دفن والده دون مراسم لائقة في منطقة السيدة زينب، مؤكدًا أن النظام أخفى الحقيقة بشأن وفاته.
علاقات معقدة داخل العائلة
في ذات المقطع، تحدث حيدر عن المعاملة السيئة التي تعرضت لها عائلته بعد وفاة والده، وكيف تولى شقيقه ماهر الأسد المسؤولية عن العائلة. هذه التصريحات أثارت جدلاً واسعًا حول دور العائلة في النظام السابق وصراعاتها الداخلية.
تأسيس "جيش سوريا الإلكتروني"
اعترف حيدر سليمان بتأسيسه لـ"جيش سوريا الإلكتروني" في عام 2012، بتوجيهات مباشرة من المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري. كان هذا الجيش الجناح الإلكتروني للنظام، حيث عمل على مهاجمة المعارضة السورية عبر الإنترنت وتنفيذ عمليات إلكترونية لصالح النظام.
اعتقال سابق وتورطات أمنية
تحدث حيدر أيضًا عن تعرضه للاعتقال من قبل مخابرات النظام السابق، مشيرًا إلى أماكن تواجد عدد من ضباط النظام الفارين في المناطق اللبنانية الحدودية. هذه المعلومات قد تكون ذات أهمية كبيرة للسلطات اللبنانية والسورية الجديدة في تعقب أفراد النظام السابق.
لبنان بين الضغوط والمطالب الدولية
يواجه لبنان ضغوطًا متزايدة لضبط الشخصيات الهاربة من النظام السوري السابق، خاصة بعد تسليم عدد منهم إلى السلطات السورية الجديدة. ومع ذلك، تبقى القضية حساسة، حيث يتعين على لبنان تحقيق توازن بين التزاماته القانونية والسياسية تجاه سوريا والمجتمع الدولي.