أعلن الجيش اللبناني في بيان رسمي يوم الأحد عن إغلاق عدة معابر غير شرعية بين لبنان وسوريا، ضمن إطار جهود تعزيز الأمن والاستقرار على طول الحدود الشرقية. تم تنفيذ هذه الخطوة في مناطق حساسة مثل حوش السيد علي، القصر – الهرمل، مشاريع القاع، والدورة – القاع ، حيث تُعتبر هذه المعابر نقاطًا رئيسية لتهريب المخدرات والأسلحة.
إجراءات أمنية مشددة على الحدود
في سياق متصل، كثف الجيش اللبناني الإجراءات الأمنية على الحدود، حيث قامت وحدة عسكرية بمؤازرة دورية من مديرية المخابرات بمداهمة منزل المواطن "ع.س.د." في منطقة النبي عثمان – البقاع . كان هذا الشخص مطلوبًا بتهم خطيرة تشمل إطلاق النار على المارة، اعتراضهم، وسلبهم ، بالإضافة إلى الاتجار بالمخدرات .
نتيجة العملية، تم توقيف المشتبه به وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الحربية ، فضلاً عن مواد مخدرة . تم تسليم المضبوطات إلى الجهات المختصة، وباشرت السلطات التحقيق بإشراف القضاء.
تعزيز السيطرة على الحدود اللبنانية-السورية
في التاسع من فبراير، استلم الجيش اللبناني السيطرة الكاملة على النقاط الحدودية مع سوريا، حيث انتشرت قواته على طول الحدود للتصدي لمصادر النيران من الجانب السوري. جاء ذلك بعد تنسيق بين بيروت ودمشق، حيث تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وإعادة الهدوء إلى المنطقة الحدودية.
اكتشاف شبكة تهريب مخدرات ضخمة
على الجانب السوري، تمكنت قوى الأمن من اكتشاف شبكة كبيرة لصناعة وتهريب المخدرات في قرية حاويك التابعة لمدينة القصير في ريف حمص الغربي. كانت هذه الشبكة تستخدم معامل مهجورة لتصنيع حبوب الكبتاغون والحشيش ، بالإضافة إلى تزوير العملات الأجنبية.
خلال حملة تمشيط واسعة، عثرت القوات السورية على 15 مصنعًا لإنتاج المخدرات ومطبعة لسك الدولار المزيف. أكد الرائد نديم مدخنة ، مدير أمن الحدود في محافظة حمص، أن هذه المناطق كانت تُستخدم كقنوات لتهريب المخدرات إلى دول الجوار، بما في ذلك العراق والأردن ودول الخليج العربي.
المنطقة الحدودية تحت سيطرة "حزب الله" سابقًا
كانت المنطقة الحدودية بالقرب من محافظة بعلبك خاضعة لسيطرة حزب الله ، الذي كان يشرف على عمليات تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود. ومع طرد الحزب من المنطقة مؤخرًا، تولت السلطات السورية مهمة تفكيك هذه الشبكة، بينما بدأ الجيش اللبناني في إحكام سيطرته على المنطقة.
التعاون بين الجيشين اللبناني والسوري
أكد الرائد مدخنة أن التعاون بين الجيشين اللبناني والسوري مستمر لضبط الحدود ومنع الأنشطة غير القانونية. وأشار إلى أن العمليات الأمنية الأخيرة شملت أيضًا القرى المحاذية للبنان مثل حاويك وجرماش ، حيث جرت اشتباكات مع عناصر النظام السابق وتجار المخدرات. تم العثور على وثائق تثبت تورط بعض العائلات اللبنانية في هذه الأنشطة.
أهداف الحملة الأمنية
تهدف الحملة الأمنية المشتركة إلى تعزيز الاستقرار وحماية المواطنين من مخاطر التهريب والمخدرات . كما تسعى الجهود إلى ضمان استقرار المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان، خاصة مع تقديرات الأمم المتحدة التي تشير إلى أن قيمة تجارة المخدرات في سوريا بلغت حوالي 6 مليارات دولار حتى نهاية عام 2024.