الشيباني في بغداد: خطوة نحو تعزيز العلاقات السورية-العراقية
أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ، خلال زيارته الرسمية الأولى إلى العاصمة العراقية بغداد منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، على أهمية وحدة الصف بين سوريا والعراق. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين ، حيث شدد الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين.
وحدة المصير: "أمن سوريا من أمن العراق"
شدد الشيباني على أن "مصائر سوريا والعراق مشتركة"، مؤكدًا أن البلدين يجب أن يقفا جنبًا إلى جنب ضد التهديدات والتدخلات الخارجية. وقال:
"أمن سوريا من أمن العراق، واستقرارنا المشترك هو الأساس لتحقيق تنمية مستدامة في المنطقة."
وأضاف أن سوريا مستعدة للتعاون مع العراق في محاربة تنظيم داعش ومعالجة القضايا الأمنية المشتركة.
ملفات الزيارة: من الحدود إلى الاقتصاد
ركزت الزيارة على مناقشة عدة ملفات هامة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين:
1. تعزيز التبادل التجاري
أكد الشيباني أن فتح الحدود بين سوريا والعraq سيكون خطوة أساسية نحو تحسين العلاقات الاقتصادية. وأشار إلى أن الزيارة تهدف إلى إزالة العوائق التي قد تقف أمام التبادل التجاري، بما يسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
2. قضايا اللاجئين والجالية السورية
ناقش الجانبان وضع الجالية السورية في العراق وسبل تسهيل عودة الراغبين منهم إلى سوريا. كما تم التركيز على معالجة التحديات التي تواجه العمالة السورية في العراق، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد.
3. التعاون الأمني
أكد الوزيران على أهمية التنسيق الأمني بين البلدين، لا سيما في مواجهة التهديدات المشتركة مثل تنظيم داعش وإدارة مخيم الهول الذي يضم عائلات مقاتلي التنظيم.
رسالة مشتركة: مستقبل أفضل للشعبين
شدد الشيباني على أن سوريا والعراق يشكلان جزءًا من الأمة العربية، وأن تعزيز العلاقات بينهما يجب أن يكون هدفًا مشتركًا ليس فقط للحكومات ولكن أيضًا للشعوب. وقال:
"الطريق لن يكون سهلاً، لكننا واثقون بأن دمشق وبغداد ستخرجان من هذه المرحلة أقوى مما مضى."
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن العلاقات بين البلدين تاريخية، وأعرب عن دعم العراق الكامل للتعاون مع سوريا في كافة المجالات. وأضاف:
"الاستقرار في سوريا يهمنا، فهو يؤثر بشكل مباشر على الوضع في العراق."
وشدد على احترام العراق لسيادة دول الجوار وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
تجاوز التحديات: تصحيح الأجواء
كشف مصدر دبلوماسي عراقي أن الزيارة كانت مقررة الشهر الماضي لكنها تأجلت بسبب بعض التحديات الداخلية. وأوضح أن الحكومة العراقية اتخذت إجراءات صارمة لملاحقة مرتكبي أعمال العنف ضد العمال السوريين في العراق، مؤكدًا أن الأجواء الآن مهيأة تمامًا لإجراء الزيارة.
تصريحات قيادي في "الإطار التنسيقي"
أكد قيادي في تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق أن الحكومة العراقية تجاوزت "أزمة عابرة" مع الإدارة الجديدة في سوريا. وقال إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بحملة أمنية لملاحقة المعتدين على السوريين وتقديمهم للعدالة، بالإضافة إلى تصحيح وضع العمالة السورية في البلاد.