عودة 44 ألف سوري من الأردن: بين الأمل والتحديات في طريق العودة

عودة 44 ألف سوري من الأردن: بين الأمل والتحديات في طريق العودة

44 ألف سوري يعودون إلى بلادهم: نشاط متزايد عبر حدود جابر

أعلن وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، يوم الاثنين، أن أكثر من 44 ألف لاجئ سوري عادوا طوعياً إلى سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي. وأشار الوزير، خلال زيارة تفقدية لمركز حدود جابر، إلى أن حركة العبور عبر المعبر الحدودي تشهد نشاطاً متزايداً، خاصة في مجال الشحن والتبادل التجاري.

تطوير معبر جابر لتسهيل العودة

كشف الفراية عن تخصيص الحكومة الأردنية مبلغ 3.7 مليون دينار لتطوير ساحات معبر جابر الحدودي وتحسين الخدمات اللوجستية خلال العام الحالي. يأتي ذلك في إطار خطة شاملة لتطوير المركز الحدودي، بهدف تسهيل حركة العبور والتجارة بين البلدين. وأكد الوزير أن الحكومة الأردنية تدعم أي مبادرات تسهم في تسهيل العودة الآمنة والطوعية للاجئين السوريين.

التحديات التي تواجه اللاجئين الراغبين في العودة

رغم إعلان آلاف اللاجئين السوريين عن رغبتهم في العودة إلى سوريا، إلا أنهم يواجهون تحديات كبيرة تجعل قرار العودة صعباً. من أبرز هذه التحديات:

الأوضاع الاقتصادية المتردية: تفتقر العديد من المناطق السورية إلى البنية التحتية الأساسية والخدمات الضرورية، مما يجعل العودة غير مستدامة بالنسبة للكثيرين.

غياب الضمانات الأمنية: لا تزال بعض المناطق تعاني من عدم الاستقرار الأمني، ما يزيد من مخاوف اللاجئين بشأن سلامتهم الشخصية.

تكاليف العودة المرتفعة: أجور النقل والرسوم الحدودية تشكل عائقاً إضافياً أمام اللاجئين الذين يعانون بالفعل من ظروف اقتصادية صعبة.

صعوبات الحياة في الأردن: يعتمد معظم اللاجئين السوريين في الأردن على المساعدات الدولية المحدودة، وسط قيود مشددة على تصاريح العمل، مما يجعل البقاء في المملكة خياراً صعباً أيضاً.

أوضاع اللاجئين في الأردن

يعيش في الأردن نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، منهم حوالي 660 ألفاً مسجلين رسمياً لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ومع استمرار الأزمات الاقتصادية في المملكة، يواجه اللاجئون صعوبات متزايدة في الحصول على فرص عمل وتأمين احتياجاتهم اليومية.

خيارات صعبة بين البقاء والعودة

وفق تقرير سابق لشبكة شام، فإن اللاجئين السوريين في الأردن يواجهون خيارات صعبة بين البقاء في ظل ظروف معيشية متدهورة أو العودة إلى سوريا حيث لا تزال بعض المناطق غير مهيأة تماماً لاستقبال العائدين. كما أن استمرار العقوبات الغربية وتأثيرها على إعادة الإعمار في سوريا يجعل ملف عودة اللاجئين محكوماً بالعديد من المتغيرات السياسية والاقتصادية.

انتظار التطمينات والاستقرار

يبقى الوضع غير واضح بالنسبة للكثيرين ممن يرغبون بالعودة إلى سوريا، حيث يترقبون المزيد من التطمينات حول استقرار الوضع الأمني وتحسن الظروف الاقتصادية. وتظل العودة الطوعية والآمنة هدفاً مشتركاً للحكومتين الأردنية والسورية، لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهوداً دولية وإقليمية لضمان توفير البيئة المناسبة لاستقبال اللاجئين.


 

سوريا اللاجئون في الأردن ولبنان وتركيا الأردن اللاجئون السوريون