لقاء تاريخي في عمّان: هل يرسم الشرع والملك عبدالله مستقبل سوريا والمنطقة بعد تهديدات نتنياهو؟

لقاء تاريخي في عمّان: هل يرسم الشرع والملك عبدالله مستقبل سوريا والمنطقة بعد تهديدات نتنياهو؟

في خطوة قد تكون حاسمة لمستقبل المنطقة، يصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الأردنية عمّان للقاء الملك عبدالله الثاني 

هذه الزيارة، التي تأتي في ظل تصريحات حادة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف كاتس ، تحمل في طياتها أبعادًا سياسية وأمنية كبيرة. فما هي أبرز الملفات المطروحة على طاولة المباحثات؟ وهل يمكن لهذا اللقاء أن يعيد تشكيل المشهد الإقليمي؟

العلاقات الأردنية السورية: بين الفتور والانفتاح

انفتاح أردني حذر

قبل سقوط نظام الأسد، كانت العلاقات الأردنية السورية تعاني من حالة من التوتر والشك، خاصة مع اندلاع الثورة السورية وما تبعها من مخاوف أمنية داخلية للأردن. ومع صعود أحمد الشرع إلى الحكم، بدأت عمان بإعادة ضبط علاقاتها مع دمشق، مستفيدةً من التغيرات السياسية في سوريا. الزيارات المتبادلة بين وزراء الخارجية والتصريحات الإيجابية الصادرة عن الأردن تشير إلى انفتاح حذر، يسعى لتحقيق مكاسب استراتيجية دون الانخراط المباشر في الصراع الداخلي السوري .

أبرز الملفات المطروحة في لقاء الشرع والملك عبدالله

1. الأمن الحدودي والتنسيق

من المتوقع أن يتصدر ملف الأمن الحدودي أجندة اللقاء، حيث تسعى الدولتان إلى تعزيز التعاون لمكافحة تهريب المخدرات والسلاح الذي تفاقم خلال السنوات الماضية. كما سيتم مناقشة سبل منع تسلل الجماعات المسلحة عبر الحدود، وهو أمر حساس بالنسبة للأردن الذي يواجه تحديات أمنية متزايدة في الجنوب السوري .

2. التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار

مع التغيرات السياسية في سوريا، هناك فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. قد يتم مناقشة إعادة فتح المعابر الحدودية بشكل أوسع، وتسهيل حركة البضائع والأفراد، بالإضافة إلى المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار التي تحتاجها سوريا بشدة.

3. ملف المياه وتقاسم الموارد الطبيعية

يشكل ملف المياه أحد أبرز القضايا الحيوية على طاولة المباحثات. يطالب الأردن بحصته من المياه وفق الاتفاقيات السابقة مع سوريا، والتي تم خرقها في عهد النظام السابق. هذا الملف يؤثر بشكل مباشر على الأمن المائي الأردني، مما يجعله نقطة تركيز رئيسية في اللقاء.

4. اللاجئون السوريون

يُعد ملف اللاجئين السوريين من أبرز القضايا التي تؤثر على العلاقات بين الأردن وسوريا. يستضيف الأردن مئات الآلاف من اللاجئين، مما شكل عبئًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا على المملكة. من المتوقع أن يتناول اللقاء مسألة إيجاد حلول مستدامة لهذا الملف، لدعم العودة الطوعية للاجئين إلى سوريا.

التحركات الإسرائيلية وتأثيرها على المشهد

"حزام أمني" إسرائيلي داخل سوريا

كشفت تقارير إسرائيلية عن قيام إسرائيل بتأسيس "حزام أمني" داخل الأراضي السورية، يمتد عبر مناطق جنوب سوريا المحاذية للجولان المحتل وحدود الأردن. هذا الحزام يهدف إلى مراقبة التحركات داخل الجنوب السوري، ويضم مواقع عسكرية محصنة تسيطر على 23 بلدة وقرية استراتيجية .

تصريحات نتنياهو ورسائل التصعيد

شدد نتنياهو في تصريحاته الأخيرة على بقاء القوات الإسرائيلية في جبل الشيخ والمنطقة العازلة، مؤكداً رفضه دخول أي قوات "معادية" إلى جنوب دمشق. هذه التصريحات تعكس سياسة إسرائيلية قائمة على فرض معادلة أمنية جديدة في الجنوب السوري، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

السويداء: منطقة النفوذ الإسرائيلي والحسابات الأردنية

تركز إسرائيل بشكل خاص على محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، حيث أكد نتنياهو على التزام إسرائيل بحماية الطائفة الدرزية في جنوب سوريا. هذه التصريحات تأتي في إطار استثمار الملف الدرزي لتبرير توغلها العسكري في الجنوب وفرض واقع ميداني جديد يخدم مصالحها الاستراتيجية .


 

سوريا أحمد الشرع الأردن الملك عبدالله الثاني بنيامين نتنياهو