جدل واسع حول تجسيد غسان مسعود لدور "قيصر" في مسلسل عن سجن صيدنايا: بين الفن والسياسة

جدل واسع حول تجسيد غسان مسعود لدور "قيصر" في مسلسل عن سجن صيدنايا: بين الفن والسياسة

"قيصر" يثير الجدل: غسان مسعود في مواجهة اتهامات الماضي

البداية: الإعلان عن المسلسل

أثار الإعلان عن مشاركة الممثل السوري غسان مسعود في مسلسل درامي جديد بعنوان "قيصر" ، الذي يتناول قصة سجن صيدنايا الشهير، جدلاً واسعًا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. السبب الأساسي لهذا الجدل هو مواقف مسعود المعروفة بدعمه لنظام الأسد الساقط، مما أثار تساؤلات حول مدى مناسبته لتجسيد دور يرتبط بواحدة من أكثر القضايا حساسية في تاريخ سوريا الحديث.

تفاصيل العمل: قصة سجن صيدنايا

المسلسل يتكون من 30 حلقة مقسمة إلى 10 ثلاثيات، ويهدف إلى تسليط الضوء على الانتهاكات التي وقعت داخل سجن صيدنايا، حيث تعرض آلاف المعتقلين للتعذيب والقتل تحت مظلة النظام السابق. ويشارك في كتابة العمل عدد من الكتّاب، من بينهم نجيب نصير وعدنان العودة ، وهو من إخراج صفوان مصطفى نعمو .

تصريحات غسان مسعود: "مسؤولية فنية وأخلاقية"

في تصريحاته عن العمل، قال مسعود إن مشاركته في المسلسل تمثل "مسؤولية فنية وأخلاقية"، مؤكدًا أن هذا العمل ليس مجرد دراما، بل هو "توثيق لمرحلة مفصلية في تاريخ سوريا". وأضاف:
«الشخصيات التي نؤديها ليست من وحي الخيال، بل هي أصوات حقيقية عانت وواجهت مصيرها في تلك الفترة».

رغم ذلك، لم تكن هذه التصريحات كافية لتهدئة الغضب، حيث أعاد النشطاء والإعلاميون التذكير بمواقف مسعود السابقة الداعمة لنظام الأسد، والتي تتعارض مع الرواية الحقوقية والإنسانية التي يحاول المسلسل تقديمها.

الجدل حول مسعود: الفن أم السياسة؟

مواقف مسعود السابقة

غسان مسعود كان دائمًا في الصفوف الأمامية لدعم نظام الأسد خلال سنوات النزاع. في العديد من اللقاءات الصحفية، أكد أن "الجيش العربي السوري هو ضمان السيادة الكبرى"، واستنكر "شيطنة الجنود البواسل" في تصريحات لوسائل إعلام موالية للنظام. كما شارك في أعمال درامية مثل "مقابلة مع السيد آدم" ، التي استخدمت بشكل ممنهج صور ضحايا التعذيب في السجون لتصويرهم كضحايا جرائم جنائية، وليس كضحايا النظام.

ردود الفعل: رفض المشاركة

فور انتشار صور مسعود أثناء تصوير أولى مشاهد المسلسل، انطلقت موجة من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. العديد من النشطاء والإعلاميين رفضوا مشاركة فنانين معروفين بموالاتهم للنظام البائد في أعمال تتحدث عن ضحايا التعذيب والانتهاكات. وأكد البعض أن هذه الأعمال يجب أن تكون بريئة من أي رمزية سياسية أو شخصيات مثيرة للجدل.

آراء الفنانين الموالين: بين الدعم والتبرير

لم يكن غسان مسعود الوحيد الذي أثار الجدل بمواقفه. العديد من الفنانين السوريين الذين دعموا نظام الأسد خلال سنوات النزاع، مثل جيني إسبر، ميرنا شلفون، وهبة نور ، أدلى كل منهم بتصريحات تمجّد النظام وتتهم المعارضة بالخيانة والعمالة. على سبيل المثال:

جيني إسبر : «نحن جميعًا نؤيد الرئيس بشار الأسد لأنه حمى الفن، ونرفض أي علاقة بالجماعات المسلحة».

ميرنا شلفون : «سوريا مستهدفة لأنها لم تخضع للمطالب الخارجية، وستخرج من الأزمة بقيادة الأسد».

كندا حنا : «كلنا مستعدون للتضحية من أجل إعادة بناء سوريا بقيادة الدكتور بشار الأسد».

هذه التصريحات جعلت هؤلاء الفنانين في قائمة الشخصيات المثيرة للجدل، خاصة بعد انهيار النظام وسقوطه.

وجهة النظر المعارضة: رفض التطبيع

من جهة أخرى، أعرب فنانون سوريون معارضون عن رفضهم القاطع لأي محاولات لتطبيع العلاقة مع الفنانين الذين دعموا النظام. وقال الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان :
«لن أتصالح مع أي فنان دعم الإرهاب والقمع والتشريد الذي مارسه نظام الأسد. هؤلاء الذين وقفوا ضد الشعب السوري لا يستحقون المغفرة».

غسان مسعود مسلسل قيصر سجن صيدنايا نظام الأسد الدراما السورية