غارات إسرائيـ ـلية تستهدف كتيبة الدفاع الجوي في طرطوس

غارات  إسرائيـ ـلية تستهدف كتيبة الدفاع الجوي في طرطوس

غارات إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية في طرطوس

في مساء يوم الاثنين، 3 مارس، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية عنيفة استهدفت كتيبة الدفاع الجوي شمال محافظة طرطوس السورية. أسفرت هذه الضربات عن انفجارات كبيرة سُمع دويها في عدة محافظات سورية، مما يعكس حجم الاستهداف العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

أهداف الغارات الإسرائيلية: تثبيت النفوذ وتقويض الاستقرار

تأتي هذه الغارات في ظل تحركات سياسية وعسكرية إسرائيلية واسعة تهدف إلى إضعاف سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر 2024. وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن إسرائيل تعمل على استغلال الوضع الجديد عبر استهداف المواقع العسكرية السورية ومواقع الأسلحة الاستراتيجية، خشية وقوعها بيد القوات الجديدة التي تدير البلاد.

تحركات إسرائيلية-روسية لضمان النفوذ المشترك

كشفت الصحيفة العبرية عن زيارة قام بها سكرتير رئيس الوزراء الإسرائيلي، اللواء رومان جوفمان، إلى موسكو مؤخرًا. الزيارة تضمنت سلسلة من الاجتماعات الأمنية والسياسية مع المسؤولين الروس، حيث تسعى تل أبيب إلى الحفاظ على النفوذ العسكري الروسي في سوريا. هذا التعاون يأتي في إطار الجهود الإسرائيلية لمواجهة النفوذ التركي المتزايد في المنطقة، بالإضافة إلى ضمان استمرار الوجود الروسي كعامل توازن استراتيجي.

ضغوط إسرائيلية على واشنطن وأوروبا

تضغط إسرائيل أيضًا على الولايات المتحدة والدول الأوروبية للإبقاء على العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، بهدف ضمان بقاء البلاد ضعيفة ومنقسمة. وانتقد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر السياسات الأوروبية تجاه دمشق، معتبرًا أن الثقة بالحكومة السورية الجديدة "خطأ كبير". كما تعمل تل أبيب على عرقلة أي جهود دولية لتمكين سوريا من استعادة سيادتها الكاملة.

احتلال المنطقة العازلة وإعادة رسم المعادلات الأمنية

بعد سقوط نظام الأسد، أعلنت إسرائيل احتلالها للمنطقة السورية العازلة، مشددة على انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974. وفي تصريحات سابقة، هددت إسرائيل الحكومة السورية الجديدة بأنها "لن تسمح" للجيش السوري الجديد بالانتشار جنوب دمشق، زاعمة أنها "لن تقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا".

السلطات السورية: التزام بحقوق جميع الطوائف

من جانبها، أكدت السلطات السورية الجديدة التزامها بحماية حقوق جميع الطوائف والمكونات السورية، مشددة على أن سياساتها تهدف إلى الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها. وأشارت إلى أن أي محاولات إسرائيلية لاستغلال الانقسامات الطائفية أو الاجتماعية لن تؤتي ثمارها، وأن سوريا ستبقى موحدة رغم التحديات.

إسرائيل تسعى لتكريس الواقع الجديد

أوضح تقرير سابق لوكالة "رويترز" أن إسرائيل تعمل على تكريس واقع جديد في سوريا عبر استمرار العقوبات الغربية والاعتماد على الوجود العسكري الروسي. هذه الخطوة تهدف إلى إبقاء سوريا ضمن دائرة النفوذ الإسرائيلي غير المباشر، ومنعها من استعادة قوتها الإقليمية.

مستقبل سوريا بين النفوذ الدولي والتحديات الداخلية

مع استمرار الضربات الإسرائيلية والضغوط الدولية، تواجه سوريا تحديات كبيرة في إعادة بناء دولتها واستعادة سيادتها. ومع ذلك، يبدو أن الحكومة الجديدة مصممة على المضي قدمًا في تحقيق الاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية، رغم الصعوبات التي تفرضها القوى الإقليمية والدولية.


 

سوريا الاحتلال الاسرائيلي الدفاع الجوي الغارات الإسرائيلية