في تطور لافت يعكس الجهود المستمرة لمواجهة التحريض الطائفي ومحاولات زعزعة الاستقرار في سوريا، أعلنت قوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية، اليوم، توقيف المدعو "باسل علي الخطيب"، المتحدث باسم ما يسمى "المجلس الإسلامي العلوي السوري". جاء هذا القرار عقب نشره مقطعًا مصورًا مثيرًا للجدل خلال تجمع لأهالي قتلى النظام السابق في طرطوس، حيث اتهم جهات غير محددة بتخريب مقابر تضم جثث قتلى ميليشيات النظام.
من هو "باسل الخطيب"؟
يُعتبر "باسل الخطيب" من أبرز الشخصيات التي كانت تنشط في دعم النظام السوري السابق، وقد اشتهر بخطاباته الطائفية والمواقف المثيرة للجدل. في وقت سابق، تم تداول مقطع مصور له وهو يطالب بشار الأسد الهارب بسحب الجنسية السورية من اللاجئين والمعارضين، مُستخدماً ألفاظًا نابية لوصفهم. كما كان له دور بارز في التحريض على العنف والطائفية خلال سنوات النزاع.
الاتهامات الموجهة إليه
وفقًا للبيان الرسمي، يواجه "باسل الخطيب" عدة تهم خطيرة، من بينها:
تشكيل كيانات طائفية: أعلن عن تشكيل "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر"، الذي يتألف من مجلسين: ديني وتنفيذي، بهدف تمثيل الطائفة العلوية.
التحريض ضد الدولة: روج لمطالب مشبوهة مثل "عفو عام شامل" أو "محاسبة متساوية لكل الأطراف"، واصفًا قتلى ميليشيات النظام وأتباعه بـ"الشهداء".
إثارة الفتن الطائفية: دعا الموظفين الحكوميين إلى الإضراب تضامنًا مع المفصولين، في خطوة تهدف إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
ردود فعل أبناء الطائفة العلوية
لاقت خطوة تشكيل "المجلس الإسلامي العلوي" اعتراضًا واسعًا من أبناء الطائفة العلوية في سوريا. إذ اعتبر العديد منهم أن هذه المحاولة تعكس رغبة لدى بعض الشخصيات في اختزال تمثيل الطائفة برجال الدين فقط، مما يعمق الانقسامات ويهدد السلم الأهلي.
وفي هذا السياق، أصدر رجال دين من الطائفة بيانًا رسميًا أكدوا فيه رفضهم لهذه الخطوة. وقال الشيخ "عيسى بهلول"، رئيس شعبة أوقاف القرداحة: "ندين بشدة أي محاولات لتقسيم المجتمع السوري أو استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية." كما شدد البيان على أن الإدارة الجديدة تمثل جميع السوريين دون تمييز.
خلفية الأحداث: تصاعد التوترات الطائفية
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الطائفية في بعض المناطق السورية، خاصة بعد انتشار مقاطع فيديو لشخصيات موالية للنظام السابق، مثل الضابط "صالح منصور"، الذي دعا إلى تدخل فرنسي لحماية الطائفة العلوية. هذه التصريحات أثارت غضبًا واسعًا وأعادت تسليط الضوء على محاولات استغلال الطائفية لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية.
أهداف المجلس المزعوم: هل هي وطنية أم انفصالية؟
وفقًا للبيان التأسيسي للمجلس، يهدف الكيان المزعوم إلى "تأكيد أن الطائفة العلوية جزء أصيل من نسيج سوريا"، إلا أن معارضيه يرون أن هذه الخطوة ليست سوى محاولة لتعزيز الانقسامات وزعزعة الاستقرار. فقد اعتبرت الناشطة الحقوقية "سارة حسن" أن تشكيل هذا المجلس يعكس رغبة في التعاطي مع أبناء الطائفة عبر رجال الدين فقط، مما يضعف تمثيلهم السياسي والمجتمعي.