فيروس كورونا جديد في الخفافيش: مفاجأة من مختبر ووهان تثير الجدل مجددًا

فيروس كورونا جديد في الخفافيش: مفاجأة من مختبر ووهان تثير الجدل مجددًا

في تطور علمي جديد أعلنه باحثون من معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، تم اكتشاف فيروس كورونا جديد في الخفافيش يستخدم نفس الآلية التي اعتمدها فيروس "كوفيد-19" لدخول الخلايا البشرية. هذا الاكتشاف، الذي نُشر في 23 فبراير 2025، أعاد إلى الأضواء نقاشات حول مخاطر الفيروسات الحيوانية وانتقالها إلى البشر، خاصة مع تاريخ المعهد المثير للجدل. في هذه المقالة، نسلط الضوء على تفاصيل هذا الاكتشاف، ردود الفعل العالمية، وما يعنيه للمستقبل.

اكتشاف فيروس جديد: ما الذي نعرفه حتى الآن؟

كشفت دراسة حديثة أن الفيروس الجديد، المكتشف في الخفافيش، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بفيروسات كورونا المسببة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، التي أودت بحياة حوالي 36% من المصابين بها منذ ظهورها في 2012. يعتمد الفيروس على بروتين موجود في جسم الإنسان والثدييات الأخرى للارتباط بالخلايا، مما يثير تساؤلات حول إمكانية انتقاله إلى البشر. لكن الدراسة أشارت إلى أن قدرته على الارتباط بإنزيم ACE2 البشري أقل بكثير مقارنة بفيروس "SARS-CoV-2"، مما يقلل من المخاوف المباشرة.

لم يُرصد الفيروس بعد بين البشر، واكتشافه تم حصريا في المختبر، مما يعني أنه لا يشكل تهديدًا فوريًا. ورغم ذلك، أثار الخبر موجة من الاهتمام العالمي، خاصة مع ارتفاع أسهم شركات اللقاحات مثل "موديرنا" بنسبة 6.6% و"نوفافاكس" بنسبة 7.8% يوم الجمعة الماضي.

هل نحن أمام جائحة جديدة؟ آراء الخبراء

على الرغم من الضجة التي أثيرت، يرى خبراء مثل مايكل أوسترهولم، خبير الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، أن ردود الفعل على الاكتشاف "مبالغ فيها". وأكد أن المناعة المكتسبة لدى السكان ضد فيروسات مشابهة لـ"سارس" منذ 2019 قد تكون كفيلة بتقليل مخاطر انتشار واسع. الدراسة نفسها شددت على أن الفيروس لا يملك القدرة الكافية ليصبح تهديدًا كبيرًا في الوقت الحالي، مما يدعو إلى الهدوء بدلاً من الذعر.

معهد ووهان: نقطة الجدل الأبدية

لا يمكن مناقشة هذا الاكتشاف دون الإشارة إلى معهد ووهان، الذي يُعد مركزًا عالميًا لأبحاث فيروسات الخفافيش. المعهد ارتبط سابقًا بنظريات حول تسرب فيروس "كوفيد-19" من مختبراته، وهي فرضية نُفيت مرارًا من قبل الباحثين هناك، لكنها بقيت مثار جدل. في 2023، أوقفت الولايات المتحدة تمويل المعهد وسط هذه الاتهامات، مما زاد من التوترات السياسية والعلمية المحيطة به.

ماذا يعني هذا الاكتشاف للمستقبل؟

هذا الاكتشاف يعيد فتح النقاش حول أهمية مراقبة الفيروسات الحيوانية وتأمين المختبرات البيولوجية. بينما يرى البعض أنه تحذير من مخاطر محتملة، يؤكد آخرون أن التقدم العلمي في فهم هذه الفيروسات قد يساعد في تطوير لقاحات وعلاجات مستقبلية. الارتفاع السريع في أسهم شركات اللقاحات يعكس تفاؤل المستثمرين بإمكانية الاستفادة من هذه الأبحاث.


 

مقالات متعلقة

فيروس كورونا جديد كورونا مختبر ووهان كوفيد 19