أطلقت "إدارة العمليات العسكرية" بالتعاون مع "إدارة الأمن العام" في سوريا، حملة أمنية وعسكرية واسعة النطاق تستهدف المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان. تهدف هذه الحملة إلى ضبط الشريط الحدودي الذي كان لسنوات طويلة نقطة انطلاق لعمليات التهريب والخطف التي نفذتها ميليشيات النظام السابق وحزب الله اللبناني.
الاشتباكات على الجانب السوري
نفى العميد حسين غدار، مدير التوجيه في الجيش اللبناني، وقوع أي اشتباكات داخل الأراضي اللبنانية، مشيرًا إلى أن جميع المواجهات جرت في قرى سورية يقطنها لبنانيون وسوريون على طول الحدود المشتركة. وأكد غدار أن الجيش اللبناني عزز انتشاره على الحدود لضمان الاستقرار ومنع أي تداعيات محتملة للأحداث الجارية.
تشمل القرى المستهدفة في الحملة (حاويك، بلوزة، الفاضلية، أكوم، والجرود)، وهي مناطق كانت تُعتبر معاقل أساسية لميليشيات حزب الله اللبناني وشبكات التهريب التي استخدمتها لنقل الأسلحة والمخدرات والممنوعات.
أهداف الحملة الأمنية
وفقًا لـ"المكتب الإعلامي" بمحافظة حمص، تأتي هذه الحملة في إطار الجهود المستمرة لتأمين الحدود السورية-اللبنانية وإغلاق المعابر غير الشرعية التي تُستخدم في عمليات التهريب. وقد دفعت إدارة العمليات العسكرية تعزيزات كبيرة لتمشيط المنطقة الحدودية البرية، بهدف القضاء على شبكات التهريب وتعزيز الأمن والاستقرار.
وشهدت قرية "حاويك" السورية الحدودية اشتباكات عنيفة بين قوات "إدارة العمليات العسكرية" ومهرّبين مقربين من ميليشيا حزب الله الإرهابي. أسفرت الاشتباكات عن بسط السيطرة الكاملة على القرية وتحرير مختطفين سوريين كانوا محتجزين لدى عصابات التهريب.
نتائج الحملة حتى الآن
أسفرت العملية الأمنية عن تحقيق نتائج ميدانية هامة، منها:
توقيف عدد من المطلوبين المتورطين في عمليات تهريب غير مشروعة.
ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والممنوعات التي كانت بحوزة المهربين.
أسر مجموعة من عصابة نوح زعيتر، إحدى أبرز شبكات التهريب المرتبطة بحزب الله.
وفي الوقت نفسه، تعرضت القوات السورية لهجمات مضادة من قبل عناصر حزب الله، ما أدى إلى أسر عنصرين من "إدارة العمليات العسكرية"، لكن القوات تمكنت لاحقًا من تحريرهما.
تصعيد التوتر مع حزب الله
تأتي هذه التطورات بعد محاولة فاشلة من ميليشيا حزب الله تهريب أسلحة وذخائر ومواد مخدرة عبر الحدود السورية. تصدى الجيش السوري لهذه المحاولات، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في المنطقة الحدودية.
كما أفادت مصادر محلية بأن صفحات وحسابات مرتبطة بعائلات معروفة مثل آل زعيتر وآل جعفر دعت إلى الاستنفار، مما دفع "إدارة العمليات العسكرية" لإرسال تعزيزات إضافية إلى المنطقة.
تدخل الجيش اللبناني
على الجانب اللبناني، أكدت المصادر أن الجيش اللبناني عزز وجوده على الحدود لمنع أي تجاوزات أو تداعيات للأحداث الجارية. وفي هذا السياق، عقد رئيس هيئة الأركان السورية، اللواء "علي النعسان"، اجتماعًا مع مدير مكتب التعاون والتنسيق في الجيش اللبناني، العميد "ميشيل بطرس"، لبحث آليات تنسيق مشتركة لضبط الحدود ومنع التهريب.
معابر التهريب: المشكلة الكبرى
يوجد ستة معابر رسمية بين سوريا ولبنان، بينما تنتشر 124 معبرًا غير شرعي معظمها قرب مدينتي القصير وتلكلخ في ريف حمص. استُخدمت هذه المعابر خلال فترة سيطرة النظام السابق وميليشيات حزب الله لتهريب الأسلحة والمخدرات والبضائع الممنوعة.