أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" ، يوم الاثنين 2 فبراير 2025، عن انتشال فرق البحث التابعة لها رفات 7 أشخاص من داخل بئر تجمعي في قرية الباني بريف حماة الغربي. هذه الرفات غير محمية ومعرضة للاندثار، مما يسلط الضوء على معاناة المدنيين الذين تعرضوا لجرائم الحرب خلال سنوات النزاع في سوريا.
تفاصيل الحادثة
وصل بلاغ إلى فرق الدفاع المدني السوري من أحد الأهالي في قرية الباني، يفيد بوجود بقايا عظام بشرية داخل بئر تجمعي في منزله. عند وصول الفريق إلى الموقع، أفاد صاحب البلاغ بأنه كان مهجّرًا قسرًا عن منزله في القرية، وعند عودته بدأ بتنظيف البئر التجمعي الموجود أمام المنزل. أثناء التنظيف، لاحظ وجود بقايا عظام بشرية وثياب بالية داخل البئر، ليوقف العمل فورًا ويبلغ فرق الدفاع المدني.
بدأ الفريق العمل في الموقع بشفط المياه من البئر، حيث تم انتشال رفات 7 أشخاص، تعود لـ6 رجال وامرأة واحدة، وفق التقييمات الأولية. وقد تعرّف أحد السكان المحليين على رفات أحد الأشخاص من عائلته، الذي قُتل على يد نظام الأسد عام 2013 وتم رمي جثمانه في البئر، وفق شهادات الأهالي.
تسليم الرفات وتوثيق الجرائم
تم تسليم رفات 6 أشخاص (5 رجال وامرأة) إلى الطبابة الشرعية (مركز الاستعراف)، بينما لا تزال الجهود مستمرة للتعرف على هوية الشخص السابع. جميع الأعمال تمت وفقاً للبروتوكولات الخاصة بتوثيق وجمع الرفات وانتشالها، بما يتماشى مع المعايير الإنسانية والجنائية.
جهود "الخوذ البيضاء" منذ ديسمبر 2024
في إطار عملها المستمر لتوثيق الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في سوريا، قامت فرق البحث في الدفاع المدني السوري بانتشال رفات العديد من الضحايا من مواقع مختلفة منذ بداية ديسمبر 2024 وحتى فبراير 2025. ومن أبرز العمليات:
بلدة سبينة في ريف دمشق:
انتشلت الفرق رفات 24 شخصًا مجهولي الهوية، غير مدفونين ومكشوفين ومعرضين للاندثار.
تمت العملية خلال يومي 28 و29 يناير 2025 بعد وصول بلاغ من سكان محليين وناشطين.
حي التضامن في مدينة دمشق:
انتشلت الفرق رفات تعود لشخصين على الأقل، مكشوفة وغير مدفونة.
تمت العملية يوم 7 يناير 2025.
منطقة القبو في ريف حمص الشمالي الغربي:
انتشلت الفرق رفات تتراوح بين 20-25 جثة من موقع مكشوف.
تمت العملية يوم الاثنين 30 ديسمبر 2024.
مدينة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي الشرقي:
انتشلت الفرق 21 رفات وجثة يوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024.
قرب مدينة عدرا في ريف دمشق الشرقي:
انتشلت الفرق رفات 7 جثث من قبر مفتوح تم العبث به.
تمت العملية يوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024.
طريق مطار دمشق الدولي:
انتشلت الفرق رفات 21 جثة منقولة مجهولة الهوية.
تمت العملية يوم الاثنين 16 ديسمبر 2024.
دور "الخوذ البيضاء" الحالي
تركز فرق الدفاع المدني السوري حالياً على:
الاستجابة الطارئة لنداءات الأهالي بوجود رفات مكشوفة وغير مدفونة.
توثيق وجمع الرفات وتسليمها للطبابة الشرعية وفق البروتوكولات الخاصة.
التنسيق مع الجهات المعنية لحفظ الرفات بشكل يساعد في التعرف عليها لاحقًا.
ولا تقوم الفرق بفتح أي مقابر جماعية أو استخراج أي رفات مدفونة فيها، إذ أن التعامل مع المقابر الجماعية يحتاج إلى ولاية قضائية وجنائية وإلى فرق مختصة وتفويض قانوني.
مخاطر النبش العشوائي للمقابر الجماعية
حذرت "الخوذ البيضاء" من مخاطر النبش العشوائي للمقابر الجماعية المنتشرة في سوريا، والذي يؤدي إلى:
تدمير الأدلة الجنائية التي قد تساعد في تحديد هوية الضحايا والمتورطين في الجرائم.
انتهاك كرامة الضحايا وحقوقهم وحقوق عائلاتهم.
تعريض التحقيقات الجنائية المحتملة للخطر.
وشددت المؤسسة على ضرورة حماية المقابر الجماعية كجزء من الجهود الرامية لتحقيق العدالة والمصالحة الوطنية.