تعرضت دورية تابعة لإدارة الأمن العام، صباح اليوم السبت، لهجوم مسلح نفذه عناصر من فلول النظام المخلوع على طريق حلب - اللاذقية الدولي (M4)، بالقرب من بلدة المختارية في ريف اللاذقية الشرقي. هذا الهجوم، الذي يُعد الأول من نوعه الذي يستهدف قوات الأمن العام على هذا الطريق الحيوي، أسفر عن مقتل عنصرين من الدورية وإصابة ثالث بجروح خطيرة.
ووفقًا لما أفاد به مراسل وكالة "قاسيون"، يأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من الاعتداءات المسلحة التي شهدتها المنطقة مؤخرًا. ففي 22 كانون الأول/ديسمبر الماضي، تعرضت إدارة العمليات العسكرية في مدينة جبلة لاعتداء مشابه، حيث هاجم مسلحون من فلول النظام المخلوع حاجز الصناعة، ما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة ثلاثة آخرين.
وفي تصريح صحفي، أكد مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، أن هذه الجماعات المسلحة تواصل استهداف القوات الأمنية والنقاط العسكرية بشكل متكرر. وأشار إلى أن هذه العناصر تستغل التضاريس الوعرة للمنطقة، خاصة في مناطق جبلة القريبة من الجبال والأودية، وتختبئ بين المدنيين، مما يجعل من الصعب التعامل معها دون تعريض حياة السكان للخطر.
كما أوضح كنيفاتي أن مجموعات مسلحة من فلول النظام المخلوع شنت هجمات أخرى على مواقع وآليات تابعة لإدارة العمليات العسكرية في منطقة عين شرقية، ما أسفر عن وقوع إصابات جديدة في صفوف القوات الأمنية. وأكد أن هذه الهجمات المتزايدة تعكس التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها قوات الأمن في ريف اللاذقية، ومدى استعداد الجماعات المسلحة لتنفيذ عمليات هجومية ضمن إطار الصراع المستمر.
بدأت السلطات تحقيقًا شاملًا في ملابسات الهجوم الأخير، مع التركيز على تحديد هوية المسلحين وتحديد أماكن تمركزهم. وفي الوقت نفسه، تعمل إدارة الأمن العام على تعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة من خلال زيادة الانتشار الأمني وتكثيف الدوريات، بهدف ضمان سلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
تُظهر هذه الأحداث تصاعد التوترات الأمنية في ريف اللاذقية، حيث تسعى القوات الأمنية للتصدي لهذه التهديدات وتعزيز الاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، فإن استمرار نشاط الفلول المسلحة يشير إلى الحاجة لجهود أكبر وأكثر تنسيقًا لمواجهة هذه التحديات وضمان الأمن المستدام في المنطقة.
تعزيز الأمن والاستقرار أولوية قصوى
في ظل هذه التطورات، تبقى الجهود المبذولة من قبل إدارة الأمن العام محورًا أساسيًا لمواجهة التهديدات المتزايدة. ومع بدء التحقيقات واستمرار تعزيز الإجراءات الأمنية، يأمل المواطنون في ريف اللاذقية أن تسهم هذه الخطوات في وضع حد للهجمات المسلحة واستعادة الاستقرار الكامل للمنطقة.