شهدت العاصمة التركية أنقرة مساء الإثنين حادثة لافتة تمثلت في اعتقال رئيس حزب "النصر" (الظفر) أوميت أوزداغ أثناء تناوله العشاء في أحد مطاعم المدينة. الحادثة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية التركية، حيث تم توجيه انتقادات حادة لأسلوب الاعتقال ودوافعه.
التصريحات التي أشعلت الأزمة
جاء اعتقال أوزداغ على خلفية تصريحات أطلقها خلال اجتماع لرؤساء مقاطعات حزب "النصر" في ولاية أنطاليا. في خطابه، انتقد أوزداغ سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان بشدة، متهماً إياه بالإضرار بعقيدة وثقافة الشعب التركي.
وقال أوزداغ:
"في عهد أردوغان، بدأت قطاعات كبيرة من الأمة التركية تنفر من دينها بسبب الذين خدعوا الله. كما ارتفعت نسبة الملحدين لتتجاوز 16 بالمئة. أردوغان يضر بعقيدة الأمة التركية عبر تقسيم الشعب إلى طوائف وجلب ملايين اللاجئين إلى الأناضول، مما يهدد ثقافة الشعب التركي".
ردود أفعال متباينة
تصريحات أوزداغ أثارت ضجة كبيرة، حيث اعتبرها البعض تجاوزاً للخطوط الحمراء، بينما رأى آخرون أنها جزء من حرية التعبير والنقد السياسي. بعد تداول خبر اعتقاله، نشر أوزداغ على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً:
"أنا مستعد لإعادة هذه التصريحات 1000 مرة أخرى".
انتقادات المعارضة لطريقة الاعتقال
انتقد زعماء المعارضة التركية بشدة أسلوب اعتقال أوزداغ، حيث قال زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل:
"احتجازه في المطعم بدلاً من استدعائه للإدلاء بشهادته هو استمرار لمحاولات تشويه سمعة السياسيين المعارضين".
كما أضاف:
"أدعو الرئيس أردوغان لإجراء انتخابات مبكرة وإعطاء الشعب التركي الفرصة لمحاسبة حكومته عبر صناديق الاقتراع".
أما عمدة بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، فقد وصف الحادثة بأنها:
"انتهاك للمبادئ الديمقراطية"، مؤكدًا أن: "السياسة موجودة للحديث والانتقاد، وليس من المقبول استخدام القضاء كأداة لقمع المعارضة".
تحقيق واستدعاء في إسطنبول
وفقًا لتقارير إعلامية، تم نقل أوزداغ إلى إسطنبول للتحقيق معه بشأن تصريحاته. ورغم ذلك، لم تُصدر السلطات الرسمية بيانًا يوضح التهم الموجهة إليه أو تفاصيل الإجراءات القانونية المتبعة.
جدل حول الحريات والديمقراطية
هذه الحادثة تعكس التوتر المتزايد في المشهد السياسي التركي، حيث تتصاعد الانتقادات الموجهة للحكومة بشأن تقييد الحريات واستغلال القضاء لاستهداف المعارضة. ويبرز اعتقال أوزداغ كمثال جديد على التحديات التي تواجه حرية التعبير والعمل السياسي في البلاد.
رسالة المعارضة
في ختام ردود الأفعال، وجهت المعارضة رسالة واضحة تدعو الحكومة إلى احترام مبادئ الديمقراطية، وتوفير بيئة سياسية تتيح التنافس الحر والنقد البناء، بعيداً عن استخدام أساليب القمع والترهيب.