يشهد اليوم الاثنين حدثًا سياسيًا بارزًا مع حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي يأتي وسط أجواء سياسية واجتماعية متوترة، تتزامن مع ظروف مناخية قاسية غير مسبوقة منذ عقود. ويُعتبر هذا الحدث بداية فصل جديد في حياة ترامب السياسية، وهو الرئيس الذي يُعرف بخطاباته النارية ووعوده الجريئة.
ترامب: وعود بالتغيير وقرارات حاسمة
خلال خطاب ألقاه أمام أنصاره في واشنطن عشية حفل التنصيب، جدد الرئيس المنتخب تعهده باتخاذ قرارات تنفيذية حاسمة وسريعة في الأيام الأولى من ولايته الثانية. وأكد ترامب أن إدارته الجديدة ستعمل بوتيرة غير مسبوقة لمعالجة المشاكل التي تواجه البلاد.
قال ترامب في كلمته:
"سنُعيد للولايات المتحدة عظمتها. نحن على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب قرارات جريئة وتنفيذية. سنتخذ الخطوات الضرورية لإعادة بناء الاقتصاد، حماية الحدود، وتعزيز أمننا القومي".
وأشار ترامب إلى أن أولويات إدارته تشمل تعزيز فرص العمل، تحسين البنية التحتية، وتطبيق سياسات صارمة لحماية الصناعة الأمريكية من المنافسة الخارجية.
استعدادات غير تقليدية لحفل التنصيب
بخلاف تقاليد حفل التنصيب الرئاسي التي تُقام عادة في الهواء الطلق أمام مبنى الكابيتول بحضور حشود ضخمة من الجماهير، قررت السلطات نقل المراسم إلى داخل المبنى بسبب الأحوال الجوية القاسية.
حدث نادر في تاريخ الولايات المتحدة
لم تشهد البلاد منذ حفل تنصيب الرئيس الأسبق رونالد ريغان في عام 1985 إقامة مراسم التنصيب داخل مبنى الكابيتول بسبب الطقس. درجات الحرارة المتوقعة ظهر اليوم تصل إلى -6 درجة مئوية، وتنخفض إلى -11 درجة مع حلول المساء، ما يجعل هذا اليوم أحد أكثر الأيام برودة في تاريخ حفلات التنصيب الأمريكية.
وأعلنت اللجنة المنظمة أن أكثر من 200 ألف تذكرة تم توزيعها على المواطنين لمتابعة الحدث مباشرة، إلا أن الحضور الشخصي أصبح غير ممكن بسبب نقل المراسم إلى الداخل، ما دفع السلطات إلى تركيب شاشات ضخمة في مواقع مختلفة من العاصمة واشنطن لتمكين المواطنين من متابعة الحدث.
الإجراءات الأمنية: تأمين غير مسبوق
تأتي مراسم التنصيب في ظل تدابير أمنية مشددة في العاصمة الأمريكية، حيث تم نشر الآلاف من عناصر الأمن والحرس الوطني لتأمين المراسم. وتأتي هذه الإجراءات المكثفة بعد التجارب السابقة التي شهدتها واشنطن، لا سيما حادثة اقتحام مبنى الكابيتول في يناير 2021.
وأشارت تقارير أمنية إلى أن فرقًا متخصصة قامت بتفتيش شامل لمبنى الكابيتول والمناطق المحيطة به، مع وضع خطط طوارئ لضمان سلامة الحضور والمسؤولين المشاركين في الحفل.
الطقس وتأثيره على الحفل
وفقًا للتقارير المناخية، ستشهد واشنطن اليوم أحد أبرد أيامها في فصل الشتاء. مع درجات حرارة منخفضة ورياح قوية، قررت اللجنة المنظمة تقليل مدة الاحتفالات واقتصارها على المراسم الأساسية.
وعلّق أحد المسؤولين في اللجنة المنظمة قائلًا:
"الأولوية لدينا هي ضمان سلامة المشاركين والحضور. نقل المراسم إلى داخل المبنى كان الخيار الأفضل للتعامل مع الظروف المناخية القاسية".
ردود أفعال الجماهير
أثار قرار نقل المراسم إلى داخل مبنى الكابيتول ردود فعل متباينة. ففي حين أبدى البعض تفهمهم لهذه الخطوة نظرًا للظروف الجوية القاسية، أعرب آخرون عن خيبة أملهم لعدم تمكنهم من حضور الحدث شخصيًا.
قال أحد المواطنين الذين كانوا يخططون لحضور الحفل:
"كنت أتمنى أن أشهد هذا اليوم التاريخي شخصيًا، لكنني أتفهم أن السلامة تأتي أولًا".