في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات والانقسامات في المشهد السوري، أفادت مصادر خاصة لـ"فرات بوست" أن مدلول العزيز، العضو السابق في برلمان النظام السوري وأحد أبرز الأذرع المحلية للميليشيات الإيرانية في دير الزور، فرَّ إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد). عملية الفرار هذه تمت بالتنسيق مع عدد من الشخصيات النافذة داخل "قسد"، بعد تعرض العزيز لاتهامات مباشرة بممارسات أثارت جدلاً واسعاً.
أحداث الحادثة: اتهامات وطرد من اجتماع في دمشق
تفيد التقارير أن بداية الأحداث كانت خلال اجتماع عُقد في دمشق ضم عدداً من الشخصيات الثورية المنحدرة من دير الزور. في هذا الاجتماع، وجد مدلول العزيز نفسه في موقف حرج للغاية، عندما قام أحد الحاضرين بطرده علناً. لم يقتصر الأمر على الطرد، بل طُرحت مطالب باعتقاله على خلفية تورطه في تعزيز النفوذ الإيراني بالمنطقة. وُجِّهت إليه اتهامات صريحة بارتباطه الوثيق بالميليشيات الإيرانية التي تعدُّ عاملاً أساسياً في تصعيد التوترات داخل دير الزور.
مطاردة أمنية ودوافع الفرار
عقب هذا الحادث، تواترت الأنباء عن تحركات أمنية من قبل أجهزة النظام السوري لملاحقة مدلول العزيز. مع تصاعد الضغوط والمخاوف من الاعتقال، قرر العزيز الهروب إلى مناطق تخضع لسيطرة "قسد"، حيث يعتقد أنه يمكن أن يحصل على الحماية هناك. وتشير المعلومات إلى أن عملية الفرار لم تكن عشوائية، بل تمت بتنسيق مُسبق مع شخصيات مؤثرة داخل قوات سوريا الديمقراطية، مما يسلط الضوء على العلاقات المعقدة بين مختلف الأطراف في المنطقة.
تداعيات الحادثة: توترات متزايدة وانقسامات داخلية
يعكس فرار مدلول العزيز تزايد الانقسامات بين القوى المحلية في دير الزور، سواء على مستوى الشخصيات أو الجماعات المتحالفة مع أطراف خارجية. وتأتي هذه التطورات في ظل اتهامات متبادلة حول دور بعض الشخصيات في تعزيز النفوذ الإيراني أو التعاون مع القوى الدولية الأخرى.
ويُذكر أن دير الزور تُعد ساحة صراع جيوسياسي معقد، حيث تتداخل مصالح النظام السوري، إيران، وروسيا، مع الأجندات الإقليمية والدولية الأخرى، بما فيها الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية. وتأتي هذه الواقعة لتؤكد على هشاشة التفاهمات بين مختلف الأطراف المحلية والدولية في المنطقة.
خلفيات مدلول العزيز وعلاقاته السابقة
مدلول العزيز، الذي كان شخصية بارزة في برلمان النظام السوري، اشتهر بعلاقاته القوية مع الميليشيات الإيرانية التي كان لها تأثير كبير في تشكيل المشهد الأمني والسياسي في دير الزور. ويُعتقد أن دوره في تعزيز هذا النفوذ ساهم في إثارة غضب العديد من الأطراف المحلية، مما جعله هدفاً للانتقادات والملاحقة.